لا للإصلاح .. نعم للتغيير
حلم الإصلاح في مصر عمره أكثر من قرن
شهدت مرحلة ماقبل الثورة حراكا وطنيا لإصلاح النظام الملكي الفاسد – عرابي والأفغاني ومحمد عبده وسعد زغلول ومصطفى كامل ومحمد فريد وحسن البنا والنحاس 000
ولما تأكد المصلحون أن النظام الملكي غير قابل للإصلاح - بعد أن نخره سوس الفساد – تحركوا لتغييره 00
ولأنه لايمكن تغييره ديموقراطيا ( سلميا ) قامت حركة يوليو بإزاحة رأس الفساد ( الملك ) وفتح الباب على مصراعيه للإصلاح 000
وللأسف أفسد الثوار حلم الإصلاح بسبب إصرارهم على الدكتاتورية 000
وبرغم الإصلاحات الجوهرية لكثير من مناحي الحياة ( نهضة علمية – نهضة صناعية – نهضة زراعية – سد عالي 000 الخ ) إلا أن الدكتاتورية حولت مصر إلى سجن كبير لشعب خائف مستكين آثر الابتعاد عن السياسة جتى لا يغضب الدكتاتور 000 لكنه في نفس الوقت كان ينعم بإنجازاته – خاصة الفقراء الذين فتح لهم التعليم المجاني الجيد بابا واسعا للصعود - ليس فقط إلى الطبقة الوسطى - بل لطبقة أهل الثراء 000
ووقعت الصاعقة بهزيمة ناصر المخزية سنة 1967 000 واستفاق الشعب الظمآن على سراب 000 وتيقن أن الإصلاح المنشود مستحيل في ظل النظام الشمولي 000 إلا أنه ظل ممتنا لناصر 000 منبهرا بكاريزمته الساحرة 000
ثم جاء السادات وتبنى أحلام مصر 000 فألغى الطوارئ 000 وهدم السجن الحربي سئ السمعة 000 وألغى نظام الحزب الواحد 000 وتوج انجازاته بنصر اكتوبر 000 إلا أنه في أول مواجهة مع المعارضة السلمية استل سيفه وفاجأ المخدوعين بمخالب الديموقراطية وأنيابها 000
ثم جاء عهد مبارك الذي شهد – لا أقول تراجعا – بل هدما لكل منجزات ناصر والسادات 000
ورغم ارتفاع صوت العقلاء بإصلاحات حقيقية قبل أن تحل بمصر الكارثة – كارثة إنفجار الشعب الغضبان الذي تخلى عنه مبارك لصالح رجال المال والأعمال الذين لم يرحموه 000 فاحتكروا كل شئ 000 وباعوا كل شئ 000 ورأت مصر لأول مرة ثورة العطاشى 000 وأزمة رغيف العيش 000 وأزمة أنبوبة البوتاجاز 000
وفشل نظام مبارك في كل المجالات 000 وتقزمت مصر 000 وتراجع دورها الإقليمي لصالح الصهاينة والامريكان على أمل توريث الحكم لجمال مبارك 000 وكافأته أمريكا بالسكوت على ممارساته – بل جرائمه - الاستبدادية 000
التى لو قام بها أي نظام – كوريا او ايران او السودان – لأقامت الدنيا ولم تقعدها 000 وأصم نظام مبارك أذنيه لدعوات الإصلاح وبالغ في ممارساته المستفزة – تزوير فج وبلطجة 00 وتعذيب وقتل في اقسام الشرطة 00 وتخريب كل حاجة حلوة في مصر 00 واقتنع العقلاء أنه وصل إلى مرحلة يستحيل معها الإصلاح 00 ولابد من تغييره عن طريق آخر غير صندوق الانتخاب الذي تتحكم فيه منظومة الفساد 000 وأن المشاركة في مسرحية النظام الهزلية التي يسمونها انتخابات هو مشاركة تمنح الشرعية للنظام المزور مغتصب السلطة 000
وعلى المصلحين الاتفاق على وسائل التغيير بعيد عن استجداء النظام الفاجر لعمل اصلاحات حقيقية 000
تعليقات