خلال الأحداث الأخيرة، التي مرت سريعا على المجتمع المصري، منذ الـ 25 من يناير الماضي، بدت جماعة الإخوان المسلمين أكثر مرونة سياسية، أكثر واقعية وقدرة على التعامل مع التطورات السياسية، على غرار أكثر الأحزاب السياسية في الدول الديمقراطية خبرة وحنكة، وربما أكثر قدرة على التخلص والهروب من الاتهامات التي سعى نظام الرئيس حسني مبارك إلى إلصاقها بها بهدف تخويف الآخرين في الداخل والخارج.
وجعل ذلك الجماعة التي ظل وصف "المحظورة" يطاردها على مدار عقود تحقق نتائج لم يكن أكثر المتفائلين من قادتها وأعضائها يحلم بها.
فمنذ انطلاق الشرارة الأولى للتظاهرات التي عمت المدن المصرية، حرص الإخوان على تأكيد أنهم جزء من الشعب، ما يجري عليهم يجري عليه، فهم إن شاركوا فقد شاركوا كباقي جموع المصريين وإن تخلفوا تخلف الإخوان، في حرص شديد على تلك المساحة التي تجعلهم بعيدين عن أي اتهام يوجه لهم بالوقوف خلف اضطرابات أو تحريض أو قفز على السلطة.
أما بالنسبة للدخول في حوارات اللواء عمر سليمان فقد بدوا متحفظين وإن ظلت أعينهم متجهة صوب الخلاص من لقب "المحظورة" الرسمي، لكن ما أن قرروا الدخول في الحوار حتى خرجوا ليؤكدوا أنهم وإن شاركوا لكن لم يتخلوا عن المعتصمين في ميدان التحرير حتى تتحقق مطالبهم.
وجراء هذا الأسلوب في التعامل مع المستجدات، الذي يصفه البعض بـ "البرجماتية" خرج الإخوان بحصيلة لا بأس بها من المكاسب، التي أتي على رأسها هذه الشرعية الضمنية من الدولة والتي فرضها الظرف الحالي، وهي شرعية يقول الإخوان إنهم استمدوها من الشارع وليس من النظام. ما يمكنهم من التخلص من سبة "المحظورة" ويضعهم كرقم هام في المعادلة السياسية المصرية من الآن بل وقد يمنحهم كما يرى مراقبون لقبا جديدا مستقبلا هو "الجماعة المحظوظة" التي يتطلع الجميع لكسب ودها نظرا لحجمها وثقلها في الشارع
تعليقات