التشريع دين .. القانون دين .. الحكم دين ...
" إهدنا الصراط المستقيم " ...
صراط " رب الناس " .. " ملك الناس " .. " إله الناس "
استفزني فاجر .. جريء على الله يقول بسخرية ( إيه دخل ربنا في السياسة .. ربنا مالوش دخل بالسياسة !!! ) ..
يعني هذا الفاجر ( أن ربنا خلق وبس مع السلامة ..
واحنا ندبر حالنا في الدنيا .. مانسمحلوش ينظمها ) ...
" تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا " ...
" كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا " ...
الحقيقة أيها الفاجر أن الذي خلق وسير الكون هو وحده الذي له الحق في حكم عباده الذين خلقهم وهو أعلم بهم ...
قالها إبراهيم ل ( نمرود ) مدعي الربوبية " ... قال فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب !!! فبهت الذي كفر " ...
يامن تدعي أن حكمك أعدل وأرحم وأحكم من حكم الله ...
إن استطعت أن تغير سنن الكون ... فسأسمح لك أن تشرع لي وتحكمني ...
فالحكم دين .. والتشريع دين ..
حكى سبحانه عن سيدنا يوسف " ماكان ليأخذ أخاه في دين الملك " ...
ومعناه أن يوسف ماكان ليحكم في أخيه قانون الملك وشريعة الملك ...
فالحكم دين .. والتشريع دين ..
" ألا له الخلق والأمر " ...
" رب الناس " هو " ملك الناس " هو " إله الناس " ...
" رب الناس " .. يخلق ويرزق .. ويحيي ويميت ...
هو " ملك الناس " .. الذي يشرع ويحكم ...
وملوك الدنيا مستخلفون في ملكه سبحانه ...
مهمتهم أن يعدلوا بين خلقه ويحكمونهم بالحق ... بشريعته ...
" ياداود إنا جعلناك خليفة في الأرض .. فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله " ...
إما اتباع الحق والرضى بحكم الله ... فتكون على الصراط المستقيم – الذي تسأل الله في كل ركعة أن يهديك إليه ويثبتك عليه ...
وإما اتباع الهوى – برفض حكمه وشرعه – وتفضيل حكم سواه ...
ويكون قولك في صلاتك " إهدنا الصراط المستقيم " نوع من اللغو الكاذب ...
الذي يسأل الله أن يهديه الصراط المستقيم ... يسلم ويرضى بحكم الله بكل الحب ...
إبراهيم يعلمنا أن الإسلام معناه الاستسلام التام لأمر الله ...
حتى لو كان الأمر بذبح الولد ...
حتى لو كان الأمر بترك زوجه وولده الرضيع وحيدين بواد قاحل غير ذي زرع ...
" فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما " ...
إما حكم الله ... أو حكم الجاهلية ... فأيهما ترضى لنفسك يامن تدعوه في كل ركعة " إهدنا الصراط المستقيم " ...
" أفحكم الجاهلية يبغون ؟؟؟!!! ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ؟؟؟!!! "
" أفغير الله أبتغي حكما وهو رب كل شيء ؟؟؟!!! "
من حقك أن تسأل ماذا أفعل فيما يستجد من قضايا ؟؟؟
وهل هناك مصادر أخرى للتشريع غير القرآن والسنة ...
ماذا أفعل فيما لا نص فيه ؟؟؟
ماذا أفعل فيما يحتمل وجوها عدة ؟؟؟
ماذا أفعل في مصالح العباد الحياتية البحتة ( من زراعة وصناعة ... إلخ )
كل ذلك موجود في تراثنا الفقهي ...
وفي اجتهادات المعاصرين ...
سواء كانوا أفرادا أو مجامع فقهية ...
" فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون " ...
من أراد بصدق أن يلتزم صراط الله المستقيم فسيصل بعون الله وتوفيقه ...
دليلي الذي أسير خلفه ليدلني على صراط الله المستقيم هم العلماء الربانيون ...
" واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ... ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ... ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان امره فرطا " ...
والصادق مع الله لن يختار عن هؤلاء الربانيين بديلا ...
مهما زين له المفسدون في الأرض طرقا أخرى يدعون صلاخها ...
" وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله "
ومن أسلم نفسه لعلماء السوء .. ودعاة الفتنة من العالمانيين المغرضين .. فقد اختار لنفسه أن يسير إلى الله على غير صراطه المستقيم ...
" وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه .. ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله "
تعليقات