وجهة نظر في النظام والاخوان والانسداد السياسي



أنا من أشد المقتنعين بفكر الاخوان .. وأعتقد اعتقادا جازما بشمولية الاسلام .. كما أعتقد أن من يطالب بعزل الدين عن السياسة عليه أن يراجع دينه .. باختصار أنا لا أقترح أن يلغي الاخوان العمل بالآيات والأحاديث التي تنظم كل شئون الحياة .. كما لا أطالب الاخوان بالانعزال والانزواء في المساجد ... كل الذي أقترحه ألا يتقدم الأخوان للترشح لمجلسي الشعب والشورى ورئاسة الجمهورية ... ويمارسوا الادلاء بأصواتهم واختيار العناصر الصالحة المخلصة لهذا الوطن ...أوضح اقتراحي أكثر ... العصابة التي تحكم مصر أوصلتنا الى حالة غير مسبوقة من الانسداد السياسي التي يستحيل معها الاصلاح والتغيير بالوسائل السلمية ... وحجة النظام هي فزاعة الاخوان ... لوتمت انتخابات حرة سيصل الاخوان بعبع امريكا واسرائيل .. وبعبع العلمانيين الفاشلين ...وقد ارتضى الجميع ( امريكا واسرائيل والعلمانيين – يسار ويمين ) أن يصادر النظام الانتخابات ويزورها من المنبع ويستولي عليها بالتزكية ويترك فتاتا يسيرا لمتسولي المعارضة الديكورية ...ولست بالسذاجة أن أطالب الاخوان بالأنسحاب من الساحة انسحاب الكسير المهزوم .. ولكن أريد أن يكون هذا منطلقا للحراك الشعبي السلمي الذي يطالب به د.محمد حبيب منذ سنوات ... كيف يتم ذلك ؟يعلن المرشد العام بيانا يخاطب فيه الحاكم الديكتاتورالظالم المستبد يطالبه فيها بالافراج عن مصر والغاء القوانين الاستثنائية ... والافراج عن جميع المعتقلين والمحكومين بالقضاء العسكري وتعويضهم ...وأن يترك للناس حرياتهم كاملة غير منقوصة ...والغاء كافة التعديلات الدستورية الأخيرة ...وأن يكلف حكومة مستقلة من التكنوقراط الغير منتمين للأحزاب ... لاجراء انتخابات حرة باشراف دولي ... يديرها القضاة ... لايشارك فيها الاخوان بالترشح ولكن فقط كناخبين ... ويتعهد المرشد بأن الاخوان لن يشكلوا حزبا ولن يخوضوا معركة انتخابية كمرشحين ( يمكن استثناء المحليات لتقديم الخدمات وتخفيف المعاناة عن الشعب الذي طحنه الغلاء ) – ولمدة محددة ( عشر سنوات مثلا ) على أن يترك النظام للاخوان حرية العمل الدعوي والتربوي ...ألا يشبه ذلك أي هدنة في تاريخنا الاسلامي ؟

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دعاء أصحاب الكهف الجامع لخيري الدنيا والآخرة "رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا " ...

سندوتش مكرونة مع ابراهيم عيسى