حين أحيط بهم ، وطلبهم الملك ليرجمهم أو يعيدهم لدينه الباطل ، فرّوا بدينهم ، وبذلوا السبب في ذلك اشتغلوا بأهم الأسباب : التضرّع إلى اللَّه واللجوء إليه بالدعاء، فقالوا: ﴿ رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ﴾ : سألوا اللَّه تبارك وتعالى ((أنْ يمنَّ عليهم برحمة عظيمة، كما أفاد التنوين في ﴿ رَحْمَةً ﴾ تناسب عنايته باتّباع الدين الذي أمر به، وهو ما يشير إليه قوله تعالى:﴿ مِنْ لَدُنْكَ ﴾، فإن ﴿ مِنْ ﴾، تفيد معنى الابتداء، و﴿ لَدُنْكَ ﴾: تفيد معنى العندية، فذلك أبلغ ما لو قالوا: آتنا رحمة؛ لأن الخلق كلهم بمحل الرحمة) ) ( [8] ) ، فسألوا رحمة خاصة من ربهم جلَّ وعلا تقتضي كمال العناية بهم، وتفيض عليهم من كمال الإحسان والإنعام. وقوله: ﴿ وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ﴾ أي يسِّر لنا و سهِّل علينا الوصول إلى طريق الهداية و الرشاد في الأقوال و الأفعال في أمر ديننا و دنيانا. ((حيث جمعوا بين السعي والفرار من الفتنة إلى محل يمكن الاستخفاء فيه، وبين تضرّعهم وسؤالهم اللَّه عز وجل تيسير أمورهم، وعدم اتكالهم على أنفسهم، وعلى الخلق) ) ( [9] ) ، فجعل اللَّه لهم مخرجاً، ورزقهم من حيث لا
تعليقات