حتى لايخدعنا العلمانيون ( حقيقة الدولة الدينية التي يخوفوننا بها )
اختار العلمانيون الكذب والتدليس بعد أن كسدت بضاعتهم ولفظها الشعب المسلم ... فاستعاروا فزاعة النظام البائد " الدولة الدينية " التي سيأتي بها الاخوان !!!
من هنا وجب توضيح المصطلحات حتى يخسأ شيطانهم ...
فما هي الدولة الدينية ؟
هي الدولة التي يدّعي الحاكم فيها أنه اختيار من الله ... ويمثل إرادته ... وبالتالي فإنه لا ينطق عن الهوى مفوض عن الله ... كلامه لا يرد ... وعصيانه كفر وهرطقة ... وتحديا لإرادة الله ... والنموذج الذي يضرب به المثل في هذا الصدد هو ممارسات الكنيسة ...
فالدولة الدينية تجربة غربية بالأساس قدمت الكنيسة نموذجا لها في العصور الوسطى. وليس لها مثيل في خبرة المجتمعات الإسلامية ...
ويدل على نفوذ السلطة الدينية في التجربة الغربية هذا المنشور الذي أصدره البابا في سنة 1864 والذي " لعن فيه كل من يقول بجواز خضوع الكنيسة لسلطة مدنية أو جواز أن يفسر أحد شيئا من الكتب المقدسة على خلاف ما ترى الكنيسة أو يعتقد أن الشخص حر فيما يعتقد " ...
وفي منشور له سنة 1868 قال إن المؤمنين يجب أن يفدوا نفوذ الكنيسة بأرواحهم وأموالهم ... وعليهم أن ينزلوا لها عن آرائهم وأفكارهم .. .
يقول الإمام محمد عبده في رده على فرح أنطون صاحب مطبوعة “الجامعة” :
إن الإسلام هدم بناء تلك السلطة الدينية ومحا أثرها ...ولا يجوز أن يخلط الخليفة عند المسلمين بما يسميه الإفرنج (ثيوكراتيك) أي سلطان إلهي ... وهكذا كانت سلطة الكنيسة في العصور الوسطى ... ولا تزال تدعي الحق في هذه السلطة ... وكان من أعمال التمدن الحديث الفصل بين السلطة الدينية والسلطة المدنية ...
القائمون علي الدولة يختارهم الناس ... ومصير البلد لا يقرره فرد ... لأن كل الناس فيه سواء ... يتمتعون بحق المواطنة الذي يقرر لهم المساواة في الحقوق والواجبات ... والبلد تديره وتقرر مصيره مؤسسات ينتخبها المجتمع ... أما رأس الدولة فكلامه قابل للمراجعة والمساءلة ... ولا تأبه بالمرجعيات ولا تتدخل في عقائد الناس وأفكارهم ...
تعليقات