" الثورة المضادة " من مقال رائع للأسف نسيت أصله .
" الثورة المضادة عادة مايصنعها الثوار أنفسهم؛ وتأتي عبر خطايا معتادة للثورات "
وأهمها في حالتنا :
أولا : التطرف :
ويأتي التطرف بين أبناء الثورة في صورتين :
أ- " تطرف رومانسى" بدافع الحرص الشديد علي"الثورة" , وبه تعتبر استقلال أي فصيل في "قرار" هو "خيانة" للثورة , وأن أي "منافسة " هو "بيع" للثورة , وأن أي اختلاف وراءه "مصالح "خفية .
ب- " تطرف إقصائي" بدافع الحرص الشديد علي "الوطن" , فإذا برز "الليبراليون " اتهموا بخدمة أجندة أمريكية , وإذا تقدم الإسلاميون , فإنهم يسرقون الوطن لصالح أجندة وهابية خليجية , وحينئذ .. تصبح مطالب " الأقباط" المشروعة أجندة طائفية ..... وتصبح الحركات المطلبية انتهازية.. وهكذا دواليك .
ثانيا : عدم تقدير عنصر الزمن :
كما ظلت الثورة الأمريكية 15 عاما مرتبكة , ثم قرابة سبعين عاما متشاحنة , فقد انتهت إلي حرب أهلية من 1861 وحتي 1865 بعدها توافقت ! كذلك ظلت الثورة الفرنسية مرتبكة متقاتلة عقدا من الزمان ...
وثورتنا الحالية تفتقد هي الأخري الإحساس بمرور الوقت , فالجميع غائب عن " الفعل السياسي التوافقي " ولا يظهرون متوحدين الا فى "المليونيات " ....والثوار لا يريدون – او يهربون – من الالتقاء الذي يبلور "فلسفة" لبناء الوطن , ويكتفون بالتظاهر .....ولو أنهم فعلوا الاثنين علي التوازي لامتلكنا "عقدنا الاجتماعي " الجديد ...الذي مازالت ملامح غائمة .
ستأتي المنافسات السياسية بعد شهور , وسيضع الجميع "روح الثورة" خلف الظهور , وسيفتقد الوطن البوصلة , وستشرع الاتهامات من الجميع في وجه الجميع ......وستقبع مصر في يد السيطرة العسكرية حتي ولو كان الحكم ميدانيا ؛ لأن كلمة العسكر موحدة وناضجة ...والثوار مازالوا يعيشون " أحلام ثورة " يفقدونها كلما تباعدوا عن بعضهم البعض.
لقد وضعتنا الثورة علي "بداية" الطريق ...والتركة الموروثة مهلهلة , وأمام الثوار عمل صعب , ...والاكتفاء بتحميل الوزارة تبعات الإصلاح , والضغط علي الجيش بالمظاهرات , سيتحول مع الوقت من "جهاد ثوري " إلى " تفريط وطنى " .
أمامنا –إذن- خياران :
إما العمل التوافقي , والبت في القضايا الكبرى , والاتفاق علي صيغ سياسية مشتركة ..لتدب الحياة في الجسد المنهك .
أو ترك الأمور للزمن , والتعامل مع الواقع بالقطعة ..
ولا أظن أبناء ثورتنا إلا مبادرين ليصنعوا تاريخهم بدماء الشهداء و.. عصارة العقول .
تعليقات