من مقال هويدي الرائع ( فصل الفتنة في كتاب الثورة )
بعض شباب الثورة تصوروا أن البلد يجب أن يسلم إليهم ... بحيث تدار الدولة من الميدان أو الشارع !!!
ولم أفهم مثلا مطالبة بعضهم بكتابة الدستور في ميدان التحرير ... وليس من قبل رجال القانون والسياسة والفكر ... إذ اعتبر بعض الشباب أن قيام رجال القانون والسياسة والفكر بهذه المهمة سرقة للثورة !!!
وبدلا من وقوفهم وراء انتخاب مجلس تشريعي نزيه يصدر القوانين ويراقب أداء الحكومة ... وجدناهم يطالبون رئيس الوزراء بالمشاركة في إصدار القرارات ...
واستغربنا أن يخصص لهم الرجل غرفة في مقر الحكومة !!!
أما الأكثر غرابة فقد كان مطالبة بعضهم بالاشتراك في انتخابات عمداء الكليات ...
والإشراف على «الكنترول» !!!
ومراقبة عمل المحافظين !!!
وتولي مهام مجالس المحافظات !!! إلخ ...
هذا الشطط ينبغي أن يوضع له حد ... خصوصا أن رياحه تكاد تعصف بقطاع الإنتاج في مصر، إذ كما أن بعض الشبان يريدون إدارة البلد ... فلماذا لا يتولى العمال إدارة المصانع وطرد مديريها وأصحابها ... وهذه وتلك من قبيل الممارسات التي يظن البعض أنها تفعيل للثورة ... في حين أنها تمهد الطريق لنجاح الثورة المضاد .
تعليقات