مقال خطير لعبدالحليم قنديل - بؤس الأب والإبن
بؤس الأب والإبن *مقال خطيرلعبد الحليم قنديل هل كتب على مصر قدر الإنتقال من بؤس اللحظة إلى بؤس المستقبل ، ولم يعد لدينا من فرصة للاختيار سوى بين مبارك الأب ومبارك الابن؟
ربما تكون هذه هي صورة مصر الظاهرة لأول وهلة، وفيما بدا كتسريب مقصود، نشرت صحيفة يومية مصرية خبراً عن استعداد الحزب الوطني ـ الحاكم ـ لعقد مؤتمر يرشح جمال مبارك رئيسا رسميا خلفا لأبيه ، وقد تكفل صفوت الشريف ـ الأمين العام للحزب الحاكم ـ بنفي الخبر، وحين سئلت عن الخبر ونفيه، أجبت بصحتهما، فجمال مبارك يريد إكمال الرحلة إلى الرئاسة الرسمية فعلا، ومبارك الأب لا يريد ترك مكانه، وربما يعيد ترشيح نفسه، ويظل فوق رقابنا 'إلى آخر نفس' على حد تعبير شهير أطلقه قبل سنوات، وكرره قبل أسابيع، فالابن يريد التعجيل بسيناريو التوريث، والأب يميل إلى التأجيل، والنزاع عائلي جدا، ولا يبدو فيه الحزب الوطني ـ غير الموجود أصلا ـ سوى الاسم الحركي المستعار لرغبات العائلة المفتتة بين الأب والابن، بينما تبدو الأم ـ سوزان ـ راعية لأحلام الابن ، ومستعجلة لتوريثه الذي لن يتم ـ إن تم ـ سوى على حياة عين الأب.