عينة مما سيحاسبك الله عليه سيدي الرئيس (التعذيب)
سيدي الرئيس
هذه عينة مما سيحاسبك الله عليه قريبا جدا
وقد يحول بينك وبين مرافقة حفيدك في جنة الخلد
إنه التعذيب الممنهج
والذي فاق كل الحدود
((لم يعد الصعق بالكهرباء أو التعليق على "الفلكة" أو "التصليب" هو ما يحدث في مقارِّ ومراكز الشرطة وأماكن الاحتجاز، كما لم تَعُدْ هذه الأماكن هي ساحة التعذيب البوليسية فقط مثلما كان يحدث في الماضي؛ فوسائل التعذيب تطوَّرت لتصل إلى حد القتل، أو الإصابة القاتلة!، وأماكنها أصبحت في شوارع مصر كلها، وفي ذكري اليوم العالمي لمناهضة التعذيب، نورد في التقرير التالي الأوضاع المتردية لحقوق الإنسان في مصر، التي وصلت إلى حد إلقاء المواطنين من أعلى المباني، مثلما حدث مع فارس بركات المواطن الذي ألقاه ضابط أمن دولة من الدور الرابع منذ شهرين تقريبًا فتهتكت عظامه وتفتت أحشاؤه، وحمادة عبد اللطيف؛ المصاب بشللٍ رباعي وتهتُّك في القفص الصدري نتيجة ضربه بأسلوب همجي بأحذية الضباط وأيدي المخبرين، والإعلامي بلال عبد الرحمن الذي رقد في وقتٍ سابقٍ بين الحياة والموت؛ لمجرد اعتراضه على "ناصر بيه" الذي جاء ليعتقله وهو يستعد لتصوير حلقات مع الدكتور عبد الرحمن البر، وغيرهم كثير في قائمة تطول ويصعب ذكر جميع من فيها من ضحايا التعذيب في مصر.
ويبدو أن الحكومة وصلت إلى درجة عاتية من الإرهاب والقوة الغاشمة إلى الحد الذي لم تفرق فيه بين المعارضة والمواطنين العاديين؛ حيث شهدت مدينة المنصورة في مايو الماضي تشييع جثمان المواطن الحسيني مصطفى مسعد أبو زيد (34 سنة)، الذي تُوفي إثر تعذيبه داخل مقر قسم شرطة طنطا ثان.
أبريل الماضي شهد مقتل حميدة سليمان عبد التواب (19 سنة) فتاة بني سويف التي سقطت جثةً هامدةً داخل ديوان قسم شرطة بندر بني سويف نتيجةَ تعرُّضها للتعذيب والصعق الكهربائي بمنطقة الصدر.
- ميرفت عبد السلام، تُوفيت في أكتوبر 2008م هي وجنينها متأثرةً بجراحها بعد التعذيب الذي تعرَّضت له على أيدي رجال شرطة مركز سمالوط بمحافظة المنيا بأمرٍ من الضابط أحمد عبد العزيز الشهير بأحمد عزوز أثناء قيامهم بتفتيش منزلها.
- وتوفي مرعي رمضان الصعيدي (21 سنة) في 3 يناير 2008م من عزبة اللحم بمحافظة دمياط؛ نتيجة التعذيب بأحد مراكز الشرطة في دمياط.
كما توفِّي السجين مصطفى محمد حسين (43 عامًا) في 2005م داخل سجن أبو زعبل؛ بحسب جمعية المساعدة القانونية لحقوق الإنسان، واستلام أهالي الضحية الجثة بعد اتصالٍ هاتفي من قسم شرطة الأزبكية.
وشهد الأهالي الجثة وبها كدمات في وجهه وكدمات تحت الإبط الأيمن والأيسر، ووجود نزيف في الأنف، وشاهدت زوجته آثار دماء في مؤخرة الرأس.
وشهدت قضية الطفل محمد ممدوح عبد الرحمن (13 عامًا) المعروف إعلاميًّا بـ"قتيل شها" رواجًا إعلاميًّا كبيرًا عقب وفاته في أغسطس 2007م، بعد أن جرى تعذيبه وحرقه حروقًا واضحةً بمنطقة الصدر وبعض المناطق الحساسة بالجسم وإصابته بقيء دموي.
ولم يتوقف مسلسل القتل؛ حيث شهدت قرية تلبانة التابعة لمركز وبندر المنصورة بمحافظة الدقهلية حادثًا مأساويًّا بعد قيام قوة من الشرطة بالاعتداء على مواطن يُدعى ناصر أحمد عبد الله الصعيدي (يعمل نجَّارًا ويبلغ من العمر 37 سنة) بالضرب والسحل حتى الموت أثناء تدخله لإنقاذ ابنة شقيقه من بين أيدي رجال الشرطة الذين انهالوا عليها.
ولقي الشهيد مسعد قطب أحد أبناء جماعة الإخوان المسلمين حتفه بعد تعذيبٍ في جهاز أمن الدولة في عام 2005م، وقد بدت آثار التعذيب الشديد عليه؛ حيث وجد أهله رأسه مهشَّمًا تمامًا ومُعوجًّا، وعينيه تقريبًا غير موجودتين، وأذنه مقطوعة، ورأسه مفتوحًا من قمته مرورًا بالعنق إلى الصدر.
وفي 13 يناير 2004م لقي مواطنٌ يُدعى محمد السيد نجم (30 عامًا) مصرعه إثر تعذيبه بأحد مقرات مباحث أمن الدولة بمحافظة القليوبية بعد يومٍ واحدٍ من الإفراج عنه؛ وذلك بعد اعتقاله لمدة 8 أيام؛ قضاها المجني عليه في مقر مباحث أمن الدولة بمدينة بنها محافظة القليوبية.
لسان الحكومة!
وأخرجت الحكومة في جميع تلك الجرائم "لسانها" لكل الأعراف والمواثيق الدولية المناهضة للتعذيب، والتي وقَّعت عليها مصر، وتحدت في ذلك أيضًا نداءات منظمات حقوق الإنسان الدولية والمحلية، الرسمية وغير الرسمية؛ حيث استنكر المجلس القومي لحقوق الإنسان استمرار تعذيب مواطنين حتى الموت خلال احتجازهم واستجوابهم في أقسام الشرطة ومقار مباحث أمن الدولة؛ وذلك في تقريره السنوي لعام 2007.
وسبقه وتبعه في ذلك منظمات ومؤسسات أخرى بُح صوتها في مطالبة النظام بوقف عمليات التعذيب الممنهجة في مراكز وأقسام الشرطة، ولإظهار حجم المأساة فقد رصدت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان في تقريرها السنوي لعام 2008 (56) حالة نموذجية لتعذيب المواطنين داخل أقسام الشرطة، من بينها (13) حالة وفاة نتيجة التعذيب وسوء المعاملة، و25 حالة اضطهاد واحتجاز تعسفي؛ وذلك خلال الفترة من يونيو 2008 حتى فبراير 2009، وجميع هذه الحالات ليست سوى عينة محدودة بين مئات الحالات الأخرى التي تلقت المنظمة معلومات بشأنها، وهي في النهاية ليست سوى مؤشر على مدى شيوع التعذيب في أقسام الشرطة، ومدى القصور التشريعي عن وقفه وملاحقة ومعاقبة مرتكبيه))
هذا نموذج مما ينبغي أن تنقذ منه مصر قبل رحيلك الوشيك
تعليقات