حسن البنا واستخدام القوة لتغيير الحكم



أولا :     مشاركة الإمام البنا فى الإعداد لثورة 23 يوليو 1952م :
برز معلم التربية الجهادية عند الإمام البنا إذ أنشأ النظام الخاص سنة 1940 كتنظيم سرى مدرب على مختلف الأسلحة فى ذلك الوقت بهدف قتال اليهود فى فلسطين والإنجليز فى مصر بعد أن ففشلت المفاوضات فى إخراجهم ، وجعل على مسئوليته محمود عبد الحليم ثم عبد الرحمن السندي ، وقد أبلى الجهاز الخاص للإخوان بلاء حسنا فى حرب فلسطين سنة 1948 .
وبالتوازي مع النظام الخاص سعى الإمام البنا لعمل تنطيم سرى داخل الجيش اشترك فيه ضباط الجيش من الإخوان المسلمين مثل محمود لبيب وكان صلاح شادي رئيس قسم الوحدات التابع للإخوان المسلمين داخل الجيش ، وقام تنظيم الضباط الأحرار داخل الجيش تحت عين الإمام البنا وشارك فيه عبد المنعم عبد الرءوف وأبو المكارم عبد الحي على نحو ما هو معروف.
ويقول أنور السادات فى كتابه البحث عن الذات: " اسمع يا شيخ حسن : واضح أنك حريص أكثر من اللازم فى الحديث معى .. وأنا لا أرى داعيا لهذا ..بصراحة أنا أسعى إلى عمل تنظيم عسكرى هدفه قلب الأوضاع فى البلد..
نعم أنا أسعى إلى ثورة مسلحة .. ومعى عدد كبير من الضباط من كل أسلحة الجيش .. وحركتنا تسير . وبدأ يسألنى أسئلة محدودة .. أى أسلحة الجيش معكم ؟
وما مدى قوتكم ؟ وكم عدد الضباط الذين يمكن أن تعتمد عليهم للقيام بهذه الثورة وأجبته.. وفجأة طلب منى أن ننسق العمل معا .. قلت له :
لقد صارحتك بكل شىء ..وأحب أنا أقول لك بنفس الصراحة نحن تنظيم لا يخضع ولا يعمل لحساب أى حزب أو هيئة ، وإنما لمصلحة مصر ككل .. وأرجو أن يكون ذلك واضحا منذ البداية .. وأمن الرجل على كلامى وقال :-يكفى فقط أن نتعاون ..
ولم يمض بعد ذلك وقت طويل حتى كان قد جند لحساب الإخوان عبد المنعم عبد الرءوف الرجل الثانى بعدى فى تنظيم الضباط الأحرار . "(9) ، ويذكر السادات بعد ذلك أن الأستاذ البنا رتب له لقاء بعزيز المصرى .
ويؤكد ذلك أيضا إبراهيم قاعود بقوله : " علاقة الإخوان بجماعة الضباط الأحرار التى خططت ودبرت ونفذت انقلاب 23 يوليو عام 1952 علاقة تمتد إلى الأربعينات وبدأت باتصالات للشهيد الإمام حسن البنا مع بعض القيادات والرتب فى الجيش المصرى... والتقى الأستاذ البنا بالسادات مرة فى بيت عزيز المصرى ومرة فى المركز العام ، ولقد جرت اجتماعات ولقاءات فى المركز العام بيننا وبين مجموعة الضباط الأحرار لأتفاقنا على ضرورة القضاء على الاحتلال ، ولقد امتدت صلة الإخوان المسلمين مع الضباط الأحرار حتى قيامهم بتنفيذ انقلاب يوليو . "(10)
ويشير إلى ذلك أيضا عبد اللطيف البغدادى فى مذكراته بقوله : " وكنا نحن ضباط الجيش عندما نناقش أحوال بلادنا وما وصل إليه حالنا باحثين ومنقبين عن مخرج لنا مما نحن فيه لكسر تلك الحلقة الفولاذية التي كانت مضروبة حول شعبنا لا نجد أمامنا من سبيل ولا طريق لكسر تلك الحلقة إلا بتفجير ثورة قادرة على تغيير هذا الهيكل كله من أساسه، تغييرًا سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا؛ وقادرًا أيضًا وقبل كل شيء على التصدي للاستعمار الذي كان لا يزال رابضًا على أرض وطننا والعمل على تصفيته وانهائه. لأن استمرار وجوده يضيع أملنا المنشود في التغيير لأنه سيقف عقبة في طريقه وسيتصدى له.
ولما كان تقلب الفكر في تلك القوى القادرة على القيام بذلك التغيير الذي كان أمل المستقبل بل وأصبح ضرورة ملحة، لا تجد أمامنا غير الجيش.
ولم يكن هناك من منظمات سياسية قائمة تنظر نفس النظرة التي ننظر بهما إلى الأوضاع في البلاد غير جماعة الإخوان المسلمين وحزب مصر الفتاة"
وفى موضع آخر يقول: "وكان علينا حتى يستكمل تنظيمنا واستعدادنا أن نعمل على التعاون مع المنظمات المدنية الوطنية الموجودة في ذلك الوقت. وكذا مع شباب الجامعات ليكون تأثير العمل الذي سنقوم به فعالاً ومتسعصيا. وقد تم الاتصال بخصوص هذا الأمر مع جمعية الإخوان المسلمين للتعرف على مدى استعدادها للمشاركة في تحقيق هذا الهدف. وقد رحب المرحوم الشيخ حسن البنا رئيس الجمعية في ذلك الوقت بالفكرة... "

ويتضح مما سبق أن الإمام البنا كان يؤيد القيام بعمل عسكرى من أجل تغير الحكم ، وكانت علاقة الإمام البنا بتنظيم الضباط الأحرار قوية ، و شارك الإخوان الضباط الأحرار فى الإعداد للثورة التى بدأت فى حياة الإمام البنا ـ على نحو ما ذكر السادات نفسه ـ ونحجت بعد استشهاده ..

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دعاء أصحاب الكهف الجامع لخيري الدنيا والآخرة "رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا " ...

سندوتش مكرونة مع ابراهيم عيسى

وصية الحسن البصري لعمر ابن عبد العزيز .