التوجيه المعنوي للثورة السلمية (1)
التوجيه المعنوي للثورة السلمية (1) :
عوامل النصر :
------------------------------------------
1- مادية (عدد ، وعتاد ، وتخطيط) .. ونحن مأمورون بأخذ أقصى مانستطيع من أسبابها ...
"وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ..." ...
2- معنوية : فالمعركة صراع إرادات ، والنصر حليف للأشد صبرا ومصابرة ...
ولهذا يوجد في كل جيش سلاحان لهذه المهمة :
- "سلاح التوجيه المعنوي" : لرفع معنويات جنوده ...
- "سلاح المخابرات" : وفي مقدمة مهامه "الحرب النفسية" لإضعاف معنويات خصمه ...
الأمر لا يختلف كثيرا في معركتنا ضد الأنظمة المستبدة الطاغية ...
وقد حدد لنا القرآن والسنة كيف نقاومهم وننتصر عليها :
- أولا : "السلمية" : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"...ألَا إِنَّهُ سَيَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يَقْضُونَ لِأَنْفُسِهِمْ مَا لَا يَقْضُونَ لَكُمْ، إِنْ عَصَيْتُمُوهُمْ قَتَلُوكُمْ، وَوإن أطعتموهم أَضَلُّوكُمْ» قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ نَصْنَعُ؟ قَالَ : «كَمَا صَنَعَ أَصْحَابُ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، نُشِرُوا بِالْمَنَاشِيرَ ، وَحُمِلُوا عَلَى الْخَشَبِ ، لمَوْتٌ فِي طَاعَةِ اللهِ ، خَيْرٌ مِنْ حَيَاةٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ" ...
• فلا نطيعهم في معصية ...
• ونعصيهم ونقاومهم مقاومة سلمية ...
• ونتحمل ونصبر على ما يصيبنا من بلاء على أيديهم ...
• مقاومتهم بالعنف والسلحة تفتح باب فتنة أعظم من فتنة هؤلاء الحكام الطغاة ...
- ثانيا : "الإستمرارية" مهما كانت التضحيات :
وهذا يتطلب :
• إرادة قوية لا يتطرق إليها ضعف ...
• تضحية غالية لا يحول دونها طمع ولا بخل ...
• ثبات ووفاء لا يعدو عليه تلون ولا جهل ...
• معرفة بالمبدأ ، وإيمان به ، وتقدير له ، يعصم من الخطأ فيه ، والإنحراف عنه ، والخديعة بغيره ...
وضمان ذلك كله تجده في قوله تعالى :
- "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" ...
- "وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ .. إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ، وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ" ...
- "وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ ۖ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ۖ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ ۗ..." ...
- "وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ" ...
فمعنى النصر هو قوة الإرادة ، التي تدفع أصحابها لمواصلة النضال السلمي ، مستهينين بالتضحيات الجسيمة التي يقدمونها ، لأن الطاغية يتحول إلى وحش كاسر مجنون ، بعد أن رأى من شعبه مالم يكن يتوقعه من هؤلاء الخانعين الأذلاء ...
فيهدمون جدار الخوف الذي سجنهم فيه الطاغية ويتم ذلك على ثلاث مراحل :
- "اصبروا" : وذلك بإعداد العدة لمواجهة الطاغية ...
- "صابروا" : بمواجهته بكل الوسائل السلمية ، إبتداء من "كلمة حق عند سلطان جائر" تؤهله ليكون مع سيد الشهداء ، وانتهاء ب"العصيان المدني" ...
- "رابطوا" : بحراسة ماتم انجازه في كل موجة من موجات الثورة ، وعدم الخلود للراحة ، لأن عصابة الطاغية ستجمع صفوفها لإعادة الإنقضاض على الثورة ...
- "واتقوا الله لعلكم تفلحون" : فيكون هدفكم مرضاة الله ، دون نظر إلى مغنم ، أو مغرم ، أو منصب ، أو جاه ، أو تقدم ، أو تأخر ...
أخيرا : إعلموا أن الأمور تجري بمقادير، وأن الله غالب على أمره ، وأنه لا يريد بنا إلا الخير، ونحن نثق به تمام الثقة ...
تعليقات