مصارحة "حسن البنا" لأنصاره وتوقعه للفتن والمحن قبل وقوع أولها بعشر سنين
أحب أن أصارحكم ...
أن دعوتكم لا زالت مجهولة للحكام ...
ويوم يعرفونها
ويدركون مراميها ...
ستلتقي منهم خصومه شديدة وعداوة قاسية ...
وستجدون أمامكم كثيراً من
المشقات ...
وسيعترضكم كثير من العقبات ...
وفي هذا الوقت وحده تكونون قد بدأتم تسلكون
سبيل أصحاب الدعوات ...
أما الآن فلا زلتم مجهولين ...
تمهدون للدعوة وتستعدون لما تتطلبه
من كفاح وجهاد ...
سيقف جهل الشعب بحقيقة الإسلام عقبة في طريقكم ...
وستجدون من أهل
التدين ومن العلماء الرسميين من يستغرب فهمكم للإسلام ...
وينكر عليكم جهادكم في سبيله ...
وسيحقد عليكم الرؤساء والزعماء وذوو الجاه والسلطان ...
وستقف في وجهكم كل الحكومات
علي السواء ...
وستحاول كل حكومة أن تجد من نشاطكم ...
وأن تضع العراقيل في طريقكم ...
وسيتذرع الغاصبون
بكل طرق لمناهضتكم ، وإطفاء نور دعوتكم ...
وسيستعينون في ذلك بالحكومات الضعيفة ...
والأيدي الممتدة إليهم بالسؤال ، وإليكم بالإساءة والعدوان ...
وسيثير الجميع حول
دعوتكم غبار الشبهات ، وظلم الاتهامات ...
وسيحاولون أن يلصقوا بكم كل نقيصة ...
وأن
يظهروها للناس في أبشع صورة ...
معتمدين علي قوتهم وسلطانهم ...
ومعتدين بأموالهم
ونفوذهم ...
(يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ
وَيَأْبَى اللهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) وستدخلون بذلك ولا شك في دور التجربة ، والامتحان ...
ستسجنون وتعتقلون ...
وتنفون
وتشردون ...
وتصادر مصالحكم ...
وتعطل أعمالكم ...
وتفتش بيوتكم ...
وقد يطول بكم مدي هذا
الامتحان ...
(أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا
وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) ...
ولكن الله وعدكم من بعد ذلك كله :
نصرة
المجاهدين ...
ومثوبة العاملين المحسنين ...
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ
عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ .......... فَأَيَّدْنَا
الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ) (الصف:10-14)
.
فهل أنتم مصرون علي أن تكونوا أنصار الله ؟
تعليقات