قصة نهاية الطاغيةحمزة البسيوني
-------------------- 
الفصل الأول :
---------------
حكى طالب الطب "محيي" أنه طلب من مقاول الجثث أن يحضر له جمجمة ، فأتى له بجمجمة مكسورة من منطقة الجبهة ، فسأله عن الكسور فقال إنها جمجمة أحد الجبابرة الذين كانوا يعذبون الناس ، وقد مات في حادث بشع ، واخترقت أسياخ الحديد جسده وجمجمته !!!
ويستكمل : بعد أن علمت أن هذه جمجمة هذا الطاغية ، جعلت من نصفها مطفأة سجائر كما ترى ، أما صديقي فلان وهو من قيادات الطلاب بجامعة الإسكندرية فقد جعل من النصف الآخر إناء ماء ، وضعه في قفص للعصافير ، إلا أن العصافير للعجب الشديد عزفت عن الشرب منه ، وجعلته موضعا تقضي حاجتها فيه ، بغير توجيه أو تدريب ، وسبحان الله ولله في خلقه شئون )) !!!
لم يكن محيي يعرف أن هذا الطاغية هو حمزة البسيوني !!!

الفصل الثاني :
----------------
بعد سنوات استمع الدكتور "محيي" للمستشار خيري يوسف - أخو زميله يحكي إحدى مخاطر مهنته :
"كنت رئيسا للنيابة ...
وخرجت أنا وزميل لمعاينة حادث بشع ...
دلت المعاينة وشهادة الشهود على أن القتيل كان يقود سيارته بسرعة جنونية ...
فاصطدم بسيارة نقل مُحملة بأسياخ الحديد تتدلى من مؤخرة السيارة ...
فاخترقت أسياخ الحديد ناصية القتيل ...
ومزقت رقبته ...
وقسمت جانبه الأيمن ...
حتى انفصل كتفه عن باقي جسده" ...
وبتأثر واضح قال المستشار خيري :
"لم أستطع مناظرة الجثة ، فقد وقعت في إغماءة من هول المنظر ، وقام زميلي باستكمال مناظرة الجثة" ...

الفصل الثالث :
----------------
بعد سنوات كان "محيي" يستمع إلى الشيخ "أحمد أبو شادي" يحكي لهم نهاية الطاغية "حمزة البسيوني" :
------------------------------------------------------------------------------------

(( كان الطاغية "حمزة البسيوني" - مدير السجن الحربي - قد نهانا في رمضان أن نصلي القيام وإلا تعرضنا للتعذيب والتنكيل ...
ولكننا كنا نحتال عليه ، وعلى السجانين ...
فكنا نصلي كل مجموعة في زنزانتها بصوت خفيض ...
وفي يوم فاض بنا الكيل ...
وثار بعضنا ...
وصممنا على أن نصلي جهرة ، ونُسمع الحراس صوت صلاتنا ...
وعندما وصل خبرنا في اليوم التالي للطاغية قام بتكديرنا وتعذيبنا ...
بكل أشكال التعذيب التي يتصورها العقل ...
والتي لا يتصورها ...
حتى كدنا نهلك ...
وهنا صاح أحدنا بصوت جهوري ضمخه الحق :
(والله يا أيها الظالم إن الله سيقتص منك ، وسيسفعك على ناصيتك) ...
وهنا قال له الطاغية الظالم :
ماذا تقصد ؟؟؟!!!
فقال له الأخ ــ وقد كان فلاحا من إحدى قرى محافظة الجيزة ــ ألم تسمع قول الله سبحانه وتعالى : ( أرأيت الذي ينهى عَبْدًا إِذَا صَلَّى أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى ) ؟؟؟!!!
فقد قال الله بعدها (كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ ) ...
وسيسفعك الله على ناصيتك )) ...

هنا صرخ الدكتور "محيي" ياااااااااالله ما أعدلك ...
صدق الله الفلاح المظلوم ...
وسفع الله "البسيوني" في المكان الذي حدده الفلاح ...
في ناصيته الكاذبة الخاطئة !!!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

دعاء أصحاب الكهف الجامع لخيري الدنيا والآخرة "رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا " ...

سندوتش مكرونة مع ابراهيم عيسى

وصية الحسن البصري لعمر ابن عبد العزيز .